تيار فكري اقتصادي ظهر تزامنا مع الفكر الماركسي, بين سنتي 1830 و 1930. وقد شكل امتدادا للتيار الكلاسيكي, خاصة في ما يخص مبادئ الليبرالية و الملكية الفردية و العقلانية.
لكن المدرسة النيوكلاسيكية أو الكلاسيكية الحديثة اختلفت عن فكر المدرسة الكلاسيكية, بتركيزها على تحليل السلوكيات الاقتصادية للأفراد سواء المستهلك أو المنتج,و محاولة فهم كيف يأخذ الفاعل الاقتصادي مختلف القرارات الاقتصادية لتلبية رغباته الاقتصادية القصوى بفعالية في ظل ندرة الموارد. فتميزت عن المدرسة الكلاسيكية التي اهتمت بدراسة الإنتاج الكلي وكيفية توزيع الثروة داخل مجتمع طبقي إضافة إلى التجارة الدولية و النمو الاقتصادي و الديمغرافي.
كما اعتمدت المدرسة النيوكلاسيكية كثيرا على الرياضيات, فمعظم مؤسسي المدرسة استخدموا التحليل الرياضي لشرح مختلف النظريات الميكرواقتصادية..لذلك كانت النيوكلاسيكية بالفعل أول من أسس ما سمي بالاقتصاد الجزئي, الذي تنعدم فيه الطبقات الاجتماعية و يكون الفرد سواء منتج أو مستهلك هو المحور الرئيسي للدراسة و التحليل الاقتصادي.
و قد جاء التيار النيوكلاسيكي بمفاهيم جديدة لتحليل الاقتصاد, من أهمها مفهوم قيمة المنفعة عوض قيمة العمل؛ فقد اعتبر النيوكلاسيكيون كأمثال ليون الراس و ألفريد مارشال, أن قيمة السلعة تحددها آخر وحدة متوفرة من تلك السلعة, و هو ما سمي بالمنفعة الحدية أو الهامشية أو النهائية.
مفهوم المنفعة الحدية
يرتبط مفهوم المنفعة الحدية بمنفعة السلعة و ندرتها معا؛ فكلما كانت السلعة متوفرة بكثرة إلا و انخفضت منفعتها وقيمتها في نفس الآن, و العكس صحيح؛ و هي ظاهرة سيكولوجية و ليست موضوعية باعتبار أن الفرد, الفاعل الرئيسي لتفسير الظواهر الاجتماعية المختلفة, يتصرف بطريقة معيارية تقييمية و ليس موضوعية .
لذلك اعتبر التيار النيوكلاسيكي أن منفعة آخر وحدة لأي سلعة, باعتبار أنه يمكن تقسيم السلعة إلى وحدات صغيرة جدا قد تكون لانهائية, تساوي قيمة كل السلعة في الحقيقة؛ لذلك كل التكاليف و المداخيل مثلا, تحددها آخر وحدة تضاف أو تنقص من مجموع إجمالي الوحدات .
الخاصيات الرئيسية للتيار النيوكلاسيكي
- طريقة التحليل الاقتصادي : الهامشية أو الحدية
- نظرية القيمة : قيمة المنفعة الحدية
- إطار التحليل الاقتصادي : الاقتصاد الجزئي
- التوازن مبدئ أساسي لعمل الاقتصاد
- الاقتصاد علم الاختيارات الفعالة
فحسب التيار النيوكلاسيكي, المستهلك يحاول دائما الوصول إلى المنفعة القصوى للسلع و ذلك بالأخذ في الحسبان الأسعار و الدخل المتوفر؛ و المنتج يبحث عن تحقيق أرباح قصوى كذلك بالأخذ في عين الاعتبار كلفة الإنتاج و سعر البيع في السوق. وهو ما يجعل السوق المحدد الرئيسي للأسعار بالاعتماد على قوانين العرض و الطلب التي تؤدي إلى توازن الأسواق المثالية في آخر المطاف.
أهم مفكري المدارس النيوكلاسيكية
- مدرسة لوزان الرياضية : والراس, باريتو..نظرية التوازن العام
- مدرسة فيينا الحدية : مينجر, فيشر, شومبيتر..نظرية المنفعة الحدية
- مدرسة كمبريدج : مارشال ,جيفونز..نظرية التوازن الجزئي
أهم نظريات و قوانين المدارس النيوكلاسيكية
والراس و نظرية التوازن العام (العرض= الطلب)
الأسواق تتفاعل فيما بينها و تؤثر على بعضها البعض لكونها مترابطة فيما بينها, نتيجة وجود منافسة مثالية في الأسواق. فإذا تم اختراع تقنية جديدة لاستخراج النفط مثلا, ستنخفض أسعار النفط في الأسواق مما سيؤدي إلى انخفاض كلفة الشحن و النقل, باعتبار أن قطاع النقل أكبر مستهلك للطاقة, مما سينعكس إيجابا على أسعار السلع و بالتالي على تكاليف الإنتاج و النقل إلخ.
فكلما انخفضت أسعار النفط إلا و ارتفع طلب المستهلك, و العكس صحيح, لذلك الأسعار تدفع باستمرار الأسواق كلها إلى التوازن العام, نظريا, من خلال التقاء كل المنتجين و المستهلكين على مستوى جميع الأسواق.
لذلك ركز ليون والراس على التوازن الاقتصادي في كل الأسواق في نفس الوقت, حيث اعتبر أن الأسواق كلها (سوق السلع والخدمات سوق العمل سوق رؤوس الأموال سوق الصرف...), لا بد و أن تتجه إلى توازن عام شامل يتساوى فيه العرض بالطلب عندما توظف الموارد المحدودة بطريقة مثالية؛ وهو المفهوم الذي طوره باريتو وأصبح يسمى بمثالية باريتو حيث لا يمكن زيادة منفعة مستهلك مثلا دون الإضرار بمستهلك آخر.
مارشال و نظرية التوازن الجزئي
حسب ألفريد مارشال, توازن الأسواق لا يكون إلا جزئيا, باعتبار أن المستهلك و المنتج قد يقومون بتغيير سلوكياتهم الاستهلاكية و الإنتاجية كلما تغيرت الأسعار أو تغير الدخل كاستهلاك سلع أخرى بديلة تلبي نفس الحاجيات.
ركز مارشال على توازن الأسواق الجزئي, من خلال دراسة توازن المستهلك و توازن المنتج كل على حدة و توازن سوق واحدة فقط من خلال التقاء المستهلك صاحب وظيفة الطلب و المنتج صاحب العرض في سوق سلعة أو خدمة معينة.
نظرية الاختيارات العقلانية
نظرية المنفعة الحدية
قانون تناقص المنفعة الحدية
تعليقات
إرسال تعليق