يقصد بالنمو
الاقتصادي الزيادة الحقيقية في الناتج
المحلي الإجمالي خلال السنة٫ و الذي يتم حسابه سواء بالقيمة الاسمية أو القيمة
الحقيقية٫ أي بعد خصم معدل التضخم٫ و
تعتبر الإنتاجية أهم محدد للنمو الاقتصادي
و بالتالي للرفاهية الاقتصادية٫ فالدول
التي تنتج سلعا و خدمات أكثر غالبا ما
تتمتع بمستويات معيشية أفضل من البلدان
ذات النمو الاقتصادي الضعيف أو المتوسط. فالدول الغنية التي تنتج ثروات أكبر نسبة إلى عدد السكان٫ أي الناتج المحلي الإجمالي للفرد٫ تتوفر نظريا على عدد أكبر و أحسن
من الوسائل الضرورية للحياة كالاغذية
السكن وسائل النقل المستشفيات المدارس
و البنية التحتية بشكل عام٫ مقارنة بالدول
الفقيرة التي ينتج مواطنوها ثروات أقل
بالنسبة للفرد و بالتالي عدم التوفر على
كل الإمكانيات المادية الموجودة لدى
الدول الغنية٫ و المعاناة من مشاكل
اقتصادية و اجتماعية عديدة كالبطالة
الفقر الهشاشة الإجتماعية الأمية المشاكل
الصحية .
يمكن تلخيص أهم محددات الإنتاجية الاقتصادية للدول
في أربعة عناصر٫ و هو ما يسمى بعناصر الإنتاج خاصة العمل و رأس المال : الرأسمال البشري٫
الرأسمال المادي الحقيقي٫ الرأسمال
الطبيعي المتمثل في الموارد الطبيعية و
المستوى التكنولوجي.
1.الرأسمال
البشريتخيل معي بلد يتوفر على الثروات الطبيعية و
المادية لكنه يفتقد إلى يد عاملة مكونة
و ماهرة قادرة على استغلال تلك الموارد
الطبيعية و تحويلها من مواد خام إلى
منتجات نهائية عبر استخدام الراسمال المادي٫ فالراسمال البشري يمثل مخزون
المعرفة التكوين التجربة و المهارات
المختلفة التي تتمتع بها شعوب الدول بفضل توفر نظام تعليمي و صحي جيدين إضافة إلى البنيات التحتية الضرورية لخلق سوق
شغل منافس قادر على امتصاص البطالة و
تشغيل الخريجين٫ فكلما توفرت الدولة
على شعب متعلم مثقف واع مواطن و مبتكر
يتمتع بصحة جيدة و معدل شيخوخة ضعيف٫ إلا و كان حظوظ إنتاج الثروة أكبر بالنسبة
لهذا البلد مقارنة بغيره.
2.الرأسمال المادييعتبر الرأسمال المادي مكونا أساسيا من مكونات عناصر الإنتاج و بدونه سيكون من الصعب استغلال الموارد الطبيعية لإنتاج الثروات الضرورية لتحقيق رفاهية الشعوب٫ فالراسمال المادي يمثل كل الأدوات الآلات و التجهيزات التي يتم صناعتها بناءها او إنتاجها لاستخدامها في إنتاج الثروات الحقيقية التي سيستفيد منها المجتمع٫ و يشمل الرأسمال المادي كل ما نستخدمه ليس غاية في نفسه و لكن لتحقيق غايات اقتصادية أخرى كالسفن الطائرات القطارات السيارات الموانئ المطارات السدود القناطر أجهزة الإتصالات مختلف الآلات الفلاحية و الصناعية٫ فكلما توفرت البنيات التحتية الضرورية المتطورة إلا و كان من السهل استغلال الموارد الطبيعية و المواد الأولية للدول لإنتاج ثروة أكبر و بالتالي تحقيق نمو اقتصادي أعلى.
3.الموارد الطبيعية
كلنا نعلم أهمية الموارد الطبيعية من أجل تحقيق
اكتفاء ذاتي و نمو اقتصادي للبلد يسمح
للشعوب بالتمتع بمستويات رفاهية جيدة٫
مادام أن مخرجات هذا النمو سيستفيد منها
كل أفراد المجتمع، فيمكن تقسيم
الموارد الطبيعية إلى قسمين رئيسيين: الموارد الطبيعية المتجددة كالشمس الرياح
المياه الغابات٫ و الموارد
الطبيعية الغير المتجددة أو التي قد تأخذ قرونا طويلة لتتجدد بعد نضوبها كالمناجم
المعدنية للذهب الفضة الحديد الألومنيوم
النحاس٫ و مصادر الطاقة كالنفط و الغاز٫
فلا يخفى على أحد أن بعض دول العالم أصبحت
تتوفر على مستويات معيشية و رفاهية مرتفعة
لتوفرها على موارد طبيعية مهمة كبعض
الدول الخليجية التي تزخر أراضيها
باحتياطات نفطية و غازية كبيرة إضافة إلى وجود عدد صغير نسبيا من السكان٫ مما سمح لدول
الخليج تحقيق نمو اقتصادي مستمر يصب في آخر المطاف في تطوير تلك البلدان على
مستويات عدة.
4.“الرأسمال”
التكنولوجيالتكنولوجيا
بمختلف تشعباتعا تعتبر أحد أهم العناصر
للتمكن من استغلال ثروات الأرض بصورة
صحيحة و نافعة للدول٫ فكلما تمكن البلد
من ناصية العلوم المفيدة و استغلها بشكل
صحيح إلا و استطاع هذا البلد تطوير مختلف أشكال التكنولوجيا من برمجيات متطورة
لتشغيل مختلف الآلات الإنتاجية الضخمة
التي تستخدم في أكبر المصانع لإنتاج منتجات و أجهزة أخرى قد تدخل بدورها في إنتاج منتجات نهائية سواء استهلاكية أو استثمارية كالسيارات الطائرات البواخر
و مختلف الأجهزة المنزلية و الإلكترونية المتطورة٫ و يمكن إعطاء مثال دولة إمبراطورية اليابان٫ فحتى مع وجود موارد
طبيعية محدودة في هذه الدولة٫ إلا انها
استطاعت فرض نفسها كرقم صعب في خريطة
الاقتصاد العالمي بفضل تمكنها من مختلف أنواع العلوم و التكنولوجبا المتقدمة
سمحت لها بتصدر بعض القطاعات التكنولوجية
عالميا كصناعة الربوتات, الآلات الضخمة و المعقدة و الأجهزة الإلكترونية٫ و هو ما يعوضها
عن نقص مواردها الطبيعية.
كخلاصة٫ لا
بد للدول من توفرها على راسمال بشري مكون
و مبدع قادر على استغلال الموارد الطبيعية أينما وجدت و تحويلها إلى منتجات و مواد
نهائية قابلة للاستهلاك و الإستخدام النهائي أو نصف مصنعة تدخل بدورها في إنتاج مواد و أجهزة أخرى ٫ وبالتالي تحقيق
نمو اقتصادي للناتج المحلي الاجمالي يسمح
لشعوب هذه الدول التمتع بمستويات معيشية
جيدة ما دام أن ناتج الثروات المنتجة
سيقسم ولو نظريا بطريقة عادلة بين أفراد
المجتمع و هو ما يغيب فعليا على أرض الواقع
حيث أنه في دول كثيرة خاصة الدول السائرة
في طريق النمو لا يستفيد كل الأفراد من
ثروات بلدهم بل تستحوذ فئة صغيرة على
منافع مخزون معظم ثروات هذه الدول.
تعليقات
إرسال تعليق